قليلٌ ما يُشبه جيمس بوند في روعته كعميل سري، ولكن ماذا عن سياراته؟ إنها أسطوريةٌ بنفس القدر . على مرّ العقود، أصبحت سيارات 007 رمزًا للأناقة والابتكار والذوق السينمائي. من سيارات أستون مارتن الكلاسيكية إلى السيارات الخارقة المستقبلية، هذه السيارات لا تُجسّد شخصية بوند فحسب، بل تُعرّفه أيضًا. لننطلق في جولة عبر بعضٍ من أشهر سيارات جيمس بوند التي زُيّنت على الشاشة الفضية.
أستون مارتن DB5 (جولد فينجر، 1964)
عندما يتعلق الأمر بسيارات بوند، لا شيء يفوق أستون مارتن DB5. هذه السيارة، التي ظهرت لأول مرة في فيلم "غولد فينغر"، سرعان ما أصبحت من كلاسيكيات الأفلام. كانت DB5، بتصميمها الأنيق والفضي، أكثر من مجرد سيارة؛ بل كانت بمثابة جهاز تجسس متنقل، مزود برشاشات ومقعد قذف ولوحات أرقام دوارة. وقد أرسى هذا الطراز معيارًا لجميع سيارات بوند اللاحقة. وقد أثار مزيجها من الأناقة والأداء وميزات التجسس الإبداعية اهتمام الجمهور، ولا يزال رمزًا للرقي الذي يميز 007.
تويوتا 2000GT (أنت تعيش مرتين فقط، 1967)
كانت سيارة تويوتا 2000GT كنزًا نادرًا في سلسلة أفلام بوند. فقد جلبت الهندسة اليابانية والجمال إلى هذه السلسلة. تميّزت بشكلها المنخفض والأنيق، وبدت وكأنها قادمة من المستقبل في ستينيات القرن الماضي. كانت بمثابة بشير بعصر جديد في تصميم السيارات. قاد بوند هذه السيارة مع آكي، مما أضاف لمسة من الرومانسية والإثارة إلى الفيلم. برزت سيارة 2000GT بفضل إنتاجها بأعداد قليلة وتصميمها المتطور. أظهر مظهرها شعبية بوند العالمية، وألمح إلى تأثيره العالمي المتنامي.
فورد موستانج ماك 1 (الماس للأبد، 1971)
عادةً ما تخطف سيارات أستون مارتن الأنظار في مرآب بوند، لكن فورد موستانج ماك 1 أضافت لمسةً من القوة الأمريكية الكلاسيكية. استخدم بوند، الذي جسده شون كونري، هذه السيارة الفخمة والهادرة لمطاردة الأشرار في شوارع لاس فيغاس المشرقة، مُظهرًا قدرة بوند على إتقان أي سيارة. تصميمها الجريء، ومحركها القوي، وطابعها الأمريكي، جعل ماك 1 تغييرًا بارزًا عن سيارات بوند الأوروبية الفاخرة التقليدية، مما أضاف المتعة والتنوع إلى السلسلة.
لوتس إسبريت إس 1 "نيللي الرطبة" (الجاسوس الذي أحبني، 1977)
ربما لا توجد سيارة جيمس بوند أكثر إبداعًا من لوتس إسبريت S1، المعروفة باسم "ويت نيلي". يمكن تحويل هذه السيارة الرياضية ذات الشكل الإسفيني إلى غواصة تعمل بكامل طاقتها، مما يجعل المغامرات تحت الماء مثيرة كمغامراتها على البر. يعكس شكلها الزاوي ولونها الأبيض المبهر أجواء أواخر السبعينيات المستقبلية. تُعدّ إسبريت S1 ذروة مفهوم بوند للأجهزة المتحركة، حيث تجمع بين التصميم والتكنولوجيا والإبداع السينمائي الباهر.
أستون مارتن V8 فانتاج (The Living Daylights، 1987)
مثّلت سيارة أستون مارتن V8 فانتاج نقلة نوعية نحو قوة وأداء استثنائيين. بفضل قاذفات الصواريخ، ومسامير الإطارات، وهيكلها المتين، كانت السيارة مثالية تمامًا لأسلوب تيموثي دالتون الجريء والأنيق. أظهرت سيارة V8 فانتاج كيف دخل بوند حقبة جديدة ومثيرة، حيث جمعت بين القوة الهائلة ومعدات التجسس الرائعة. إنها قطعة كلاسيكية تجمع بين ثقافة سيارات الثمانينيات وسحر السينما.
بي ام دبليو Z8 (العالم ليس كافيًا، 1999)
جمعت سيارة BMW Z8 بين الأناقة العصرية والتكنولوجيا الحديثة مع دخولها العصر. زُوّدت بصواريخ أرض-جو، ودروع، وتصميم رائع، مما جعلها أنيقة وخطيرة في آن واحد. يعكس تصميمها العصري الأنيق تمامًا حلم السيارات الرياضية الفاخرة في أواخر التسعينيات. أظهرت BMW Z8 كيف تغيرت سيارات جيمس بوند مع مرور الزمن والتكنولوجيا. مزجت بين الأجواء الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة، مما يضمن مواكبة سيارات 007 لعصرها في القرن الحادي والعشرين مع الحفاظ على طابعها الأيقوني.
أستون مارتن فانكويش (مت في يوم آخر، 2002)
ظهرت سيارة أستون مارتن فانكويش كضيف شرف في فيلم "مت في يوم آخر"، حيث ارتقت بفخامة بوند وتقنياته إلى آفاق جديدة. بفضل تصميمها العصري الأنيق ولمساتها المستقبلية، مزجت فانكويش بين القوة الخام وقدرات التجسس. والأهم من ذلك، تميزت بتمويه متكيف، جعلها شبه مخفية، مثالية للتسلل عبر الأعداء في العمليات عالية الخطورة. وقد نجحت تقنية CGI في جعل فانكويش مخفية في الفيلم، لكن شكل السيارة، الطويل والقوي والانسيابية، جعلها تبدو جاهزة لأي مشهد مطاردة، حتى بدون تقنية.
لماذا تظل سيارات جيمس بوند أسطورية؟
تُجسّد سيارات جيمس بوند تمامًا روح الهروب من الواقع والمغامرة، وحلم السرعة والأناقة والذكاء. ولا تزال تُلهم عشاق السيارات وعشاق السينما والمصممين، مُثبتةً أن السيارة المُتقنة الصنع تُشكّل شخصيةً لا تُنسى بذاتها. من الانطلاق في شوارع المدينة بسرعة البرق إلى أداء حركات بهلوانية جنونية واستخدام أدواتٍ رائعة، تركت هذه السيارات بصمتها في عالم السيارات والأفلام. قد يُغيّر جيمس بوند من أداء ممثليه، ولكن ماذا عن تلك السيارات؟ إنها أيقونات كلاسيكية تُجسّد دائمًا تلك القوة والأناقة والتصميم الذكي.